بعد ساعة على الانفجار جلس خلف التشيللو في نفس المكان ليعزف لحن الحياة

انفجار سيارة في غرب بغداد، ليس خبراً إيجابياً نعلم. بعد ساعة على الانفجار بدأ أصحاب المحلات تنظيف المنطقة. في قلب المكان، وبكل هدوء، جاء الموسيقي العراقي كريم وصفي يضع كرسياً مكان الانفجار، يعزف على آلة “التشيلو” بحميمية صادمة.

ليس مشهداً مسرحياً، سريالي ربما، لكنه حدث، قبل يومين فقط، لتشتعل وسائل التواصل الاجتماعي متناقلة الفيديو الذي صور وصفي ووثق المكان مع خلفية عزف التشيللو. الموسيقى الحزينة التي انبعثت من الأوتار في اتساق مع البنايات المتشحة بالسواد السوداء في الخلفية، والأناقة التي جلس بها وصفي بذقنه المشذبة وحلته السوداء وآلته الموسيقية. اجتمع حوله المارة ليصبح خبر وسائل الإعلام العراقية بحلول المساء.

“إنها طريقتي للتعبير عن مشاعري” أخبر وصفي قناة “صوتنا” العراقية. “بالطبع لا يمكنني أن أتحدى القنابل بالتشيللو الخاص بي”، ذكر لـ بي بي سي، مضيفاً: “عندما تصبح الأمور غير معقولة ولا منطقية يفرض علينا أن نكرس أنفسنا لاستمرار الحياة”.

رئيس الوزراء العراقي الأسبق برهم صالح وصف هذا بنغمة تنجو من التعصب والموت.

الفيديو الذي نشر مساء الثلاثاء حصد أكثر من 25 ألف متابعة على يوتيوب حتى الآن.

يذكر أن كريم وصفي، عازف التشيللو العراقي، قاد الفرقة السيمفونية العراقية للفترة ما بين 2008 و2012، وكان قد صرح لراديو سوا العراقي قبل عام: “إن الموسيقى ليست فقط غذاء الروح ولكنها تعني له الحياة بأكملها وأنه يجب أن نطرح باستمرار أسئلة حول وجودنا في هذه الحياة، وأن الموسيقى هي جزء من منظومة كونية كبيرة، مؤكدا أنه يعمل الآن لإيجاد ركائز هذه المنظومة الكونية ذلك من خلال الموسيقى لا الرياضيات والفيزياء”.