متحف متجول يضم 10 آلاف صورة عن كنوز التراث العراقي لرجل تسكُنه الحضارة

“هنالك أفكار ورؤى تتولد بعد الاحساس العميق والتصور الجميل بطبيعة الحياة فكل عمل أومشروع يُنجز بعد العشق والجهد والمعاناة والألم وسهر الليالي، ومن خلال سفري إلى أوربا ومكان موقعي في بغداد في مناطق تراثية قديمة عشقت العمل في التراث والتاريخ” بهذه الكلمات بدأ هاشم طراد مؤسس المتحف المتجول الثقافي في بغداد حديثه عن بداية فكرة المتحف الذي بات يضم أكثر من 10 آلاف صورة جُلها موجود في متاحف عالمية تعرض وجه العراق الحقيقي لأكثر من 7 آلاف عام ومايجاوره من حضارات.

يُتابع هاشم طراد سرد قصة المتحف لبركة بتس؛ قصة لم تكتمل وتنضج وترى النور إلا بعد جهد كبير بذله بشكل فردي، يقول : “أقمتُ 21 معرضاً في مناطق مهمة ومعروفة وكانت هذه تضحية كبيرة في سبيل وضع أرضية خصبة للمشروع بجهد عضلي ومادي حتى نجح المشروع . حصلتُ بعدها على إجازة ممارسة النشاط الثقافي سنة 2012 م “. ليفتح المتحف أبوابه بممارسة فعلية في فضاء بناء القشلة الأثري –المقر الدائم- لكل أشكال العمل الفني والمعرفي والثقافي، ويجذب إليه المتطوعين من النحاتين والرسامين والمبدعين لإضافة بصمتهم إلى جانب سحر التاريخ والتراث والحضارة الذي يكنف المكان. يُضيف طراد : “ماهو معروض من إنتاج ونشاط هو الذي يدخل في حوار بصري لأن كل صورة ألف كلمة وكل ألف كلمه كتاب، لدي خمسون فقرة بصورة منهجية وتُعرض بالساحات العامة والمتنزهات وفي الهواء الطلق وفي لغة الدولة المُضيفة. تراث وحضارة وتاريخ شخوص رواد فاعلين ومؤثرين منذ تأسيس الدولة العراقية، بالإضافة إلى الكثير من الآثار القديمة”.

لم يتردد هذا الرجل المسكون بعبق الحضارة وحب التاريخ في إخبارنا عن همومه والظروف الصعبة التي باتت ترهق سير العمل وأيضاً صحته، لعدم وجود دعم مؤسساتي أو حكومي، واعتماد عمل المتحف على التطوع الكلي والجزئي من قبل شرائح المجتمع، على الرغم من أن المتحف أصبح مصدر إشعاع ثقافي يستقبل طلبة المدارس والكليات لتعريف الأجيال بالتاريخ الممتد إلى سنين بعيدة، وزاره المئات من المسؤولين والأكاديميين والمثقفين والمغتربين العراقيين والأجانب، وكل هذا بشكل مجاني. “لكن أنا مستمر بإيصال رسالتي ولايمكنني الإنسحاب فهي تسري في شرايني” يؤكد هاشم طراد الذي مازال يملك الكثير من الأحلام التي يريد تحقيقها.

لمزيد من المعلومات : منظمة المتحف الثقافي المتجول . يمكنكم الإطلاع أكثر على النشاطات التي يقوم بها المتحف لإخبارنا عن رأيكم به .