ولأن “الأغباني” من روح الأصالة الدمشقية.. أحيوا هذه الحرفة بطريقتهم

اعتادت العائلات الدمشقية في المناسبات –خاصة السعيدة منها- أن تضع قماش الأغباني على الطاولات، وكان الضيوف يُبادرون باللغة المحكية “شو فاردين الأغباني؟” ليجيبهم أصحاب المنزل: “فردنا الأغباني لعيونكم”، كنوع من التباهي ودلالة على أن هذا النوع من القماش يحمل خصوصية فريدة لديهم، فقد عرف الدمشقيون حرفة تطريز قماش الأغباني منذ أكثر من 500 عام، وعبر أجيال وأجيال توارثت الخبرة في هذا المجال بقيت حرفة “الأغباني” حاضرة ومُدلِّلة على التراث والأصالة الدمشقية .

ربما تضاءل عدد الورش وصناع الأغباني في دمشق إلا أن المحاولات مستمرة لإبقائها حيّة ومتجددة، ومشروع “خيوط الأمل” هو من هذه المحاولات التي أراد القائمون عليه المحافظة والتمسك بهذه الحرفة، بل وتطويرها عن طريق إدخال أشكال ولمسات من صيحات الموضة الحديثة على الموديلات القديمة، كما أنهم تمكنوا من نشر هذا النسيج الأصيل وإظهاره عبر معارض في عدد من الدول العربية والأوروبية وأمريكا. هم يقولون : “إن من يحصل على أي عمل من أعمال خيوط الأمل سيلاحظ أنه ربما يكون قد أنجز بالقليل من الإمكانيات ولكنه بالتأكيد أنجز بالكثير من الحب والصبر والإبداع والأمل”.

تجدر الإشارة إلى أن الأغباني عبارة عن نسيج أبيض من الحرير أو القطن يُطرز بالحرير الأصفر الطبيعي، ويستخدم الحرفيون –الذين يتمتعون برهافة حس وإبداع- ثلاثة أنماط من التطريز “الطلسي” و“الرش” و“النافر”، ويُدخلون أشكال مختلفة أخذت تسميات من الموروث الشعبي مثل : (سقف القاعة، الحجب، الضامة، حب الرمان، الوردة الدمشقية، دعسة الجمل، عرق الورد) وغيرها، ليستخدم أخيراً كغطاء للطاولات أو للزخرفة أو في الملابس.

لمعلومات أكثر عن مشروع خيوط الأمل، يمكنكم زيارة صفحة الفيس بوك الخاصة به، والتعرف على المنتجات التي يشتغلونها، وإخبارنا رأيكم حول ذلك.