زهرة لا تحب الكسالى عزيزة تونس وعطرها الأشهر

بدأنا الحديث عن العطور العربية، وكيف تتميز كل دولة بطيب خاص بأهلها. النسرين هو عطر تونس المقطّر، والذي اشتهر في سوق للعطارين في تونس.

كتب الرحالة العرب عن هذا السوق، عن عطور تونس، وكان الرحالة المشرقي عبد الباسط خليل عنه قائلاً: “تصنع بتونس عطورات ممتازة لم يشم مثلها في أي مكان آخر لاستعمالهم أعشابا و أزهارا طيبة الرائحة، و يحفظهم التجار العطارون بدكاكينهم، داخل قنينات مزركشة بفوهات طويلة و ضيقة. وتباع أمام الجامع الكبير بتونس، بقيمة تفوق الألف دوقية، الزهور التي يتم تقطيرها لتستخرج منها أقوى الروائح و أطيب العطور”.

فيما كتب ليون الإفريقي (1526) عن أهمية هذا السوق: “تمضي النسوة معظم وقتها في التجمل و التحلي بالحلي و العطورات  وكأن ذلك أكبر همومهن إلى درجة أن آخر من يغلق دكاكينه بالسوق هم العطارون”.

النسريني التونسي، ماء زهر بري يسمى النسرين، هو المفضل. و يتميز التونسيون بتقطير الزهور التي تكون مضاعفة الإنتاجية مقارنة بزهور أوروبا. الزهرة التي أهدتها دمشق للأندلس ابان الحكم الأموي حيث زينت شجيرات النسرين شوارع ومنازل قرطبة وإشبيلية وطليطلة وغرناطة لتنتشر منها إلى جنوب أوروبا. يحتاج النسرين لعناية خاصة مع ساعات الفجر الأولى، فإن تأخر صاحبها عليها ذبلت واسترخت وبهت لونها.

يزهر النسرين في حزيران وتموز، حيث يحتفل به في مهرجان خاص بزغوان التي تبعد 60 كم عن العاصمة تونس، مع حلول موسم قطافها في أيار، وتقطيرها لاستخدام عطرها في الشهرين اللاحقين ليباع الليتر الواحد من مائها بـ 50 دولاراً.

وصلت زهرة النسرين إلى تونس وبلاد المغرب عبر العائلات الأندلسية خلال القرن السابع عشر ومنذ ذلك التاريخ توارثتها العائلات كدلالة على المكانة الاجتماعية ونبل الأصول العائلية.

في كل بلد عطر لأهله. أخبرنا ماهو عطر بلدك في تعليق.