الكاراتيه في غزة والفتيات هناك لم يعدن متدرّبات فقط

إيمان محمد©

لدى النساء في هذه المنطقة المكتظة بالسكان هواية جديدة تعكس كل التوقعات، الكاراتيه. تجتمع النساء من مختلف الأعمار، الأحجام، الطبقات الاجتماعية والخلفيات في نادي رياضة الكاراتيه فبغزة، مرتديات رداء الكارتيه الأبيض على اختلاف لون الحزام. يقفن منتصبات حافيات الأقدام، بعضن بغطاء رأس وأخريات حاسرات.  وبينما كان عماد حماد، أشهر مدربي الكارتيه المحترفين في غزة يدربهن لسنوات طويلة، تسلتم الفتيات الراية اليوم، حنا (20 عاماً) فتاة فلسطينية شابة، بدأت التدرب في نادي الكاراتيه قبل ثلاثة أعوام.

وتقول حنا: “بعض أقاربي علقوا حول خطورة ذهاب الفتيات للجامعة لوحدهن، يخشون من التحرش الجنسي بغياب مرافق ذكر، لم أرد أن أجازف بهذا الأمر، وقررت أن أتعلم طريقة لحماية نفسي بدلاً من الجلوس في المنزل، منتظرة أحدعم ليرافقني. اليوم أعلم الفتيات الأخريات، وتمكنت حتى من الحصول على الحزام البني”. ويعتبر هذا الحزام الباب الأخير نحو الدان الأول وهو الحزام الأسود.

المدرب عماد حماد الذي انتقل للعيش في مصر، ذكر أن تعلم الكاراتيه للفتيات بدأ منذ عدة سنوات، لكن ازدهر وانتشر بشكل أوسع منذ أربع سنوات أو خمس سنوات. مبيناً: “في البداية كان من الصعب أن نجمع الفتيات ليشكلن صفاً، لذا كنت أدربهم مع الصبيان. مقارنة باليوم، يمكنني بسهولة أن أشكل صفاً من 25 فتاة، لقد تغيرت الأزمان”.

وكان المدرب الأشهر في غزة قد صرح قبل عامين: “أعلم أن الفتيات يطمحن لصبحن مدربات ويتنافسن في المسابقات، رغم صعوبة سفرهن للخارجن لوحدهن. يمتلكن شغفاً وطموحاً كبيرين. ربما تعتبر الكاراتيه عنفاً، لكن في الحقيقية، هي رياضة تروج للسلام، خالقة روابط متينة بين الناس. كل هذا يبنى على الإخلاص والثقة”.