التوفي الأقدم في غزة

بعض الحلويات تعتبر مصدر سعادةٍ غامض بالنسبة لكثير من البشر , و لكن ” توفي جمين ” كان السر الأكبر الذي لا يغيب من بيوت الغزيين في الأعياد و المناسبات السعيدة , ” ماما بدي من الحلويات ام اللون البنفسجي ” ” بابا أمانة يلا بسرعة نشتري الحلو البنفسجي ” هكذا تبدأ أمنيات الأطفال يسمعها الصغير و الكبير في الأسواق , والدتي أيضاً تُذكرني دائماً بان جدي كان يحب هذه الحلوى كثيراً و كان يتغنى بها قائلاً ” امضى قدماً في تناوها إذا كان ذلك يبعث فيك السعادة ” .
و رغم انتشارها الواسع في قطاع غزة إلا أن الناس لا يعرفونها إلا بلونها ” الحلوى البنفسجية ” , و أنهم كبروا و شاركتهم أسعد لحظات حياتهم و حياة أجدادهم , و بالحقيقة هي صنع هولندي, اسمها نسبة إلى اسم عائلة جمين و هي من العائلات العريقة في هولندا , و الذي أدخلها إلى فلسطين رجل الأعمال سلمان الحلو عام 1973 و مازالت شركة الصافي هي الوكيل الوحيد لها في فلسطين منذ ذلك الوقت.
عيد ميلادي العاشر أذكر تفاصيله بدقة , كنت حزينة جداً لأنه لم أتلقى أي هدية تبعث السرور إلى قلبي , إلا أن أخي الأكبر أهداني كلمات من الشعر كان يريد أن يستفزني بها , و بكيت حينها كثيراً بعد لحظات قليلة وضع أمامي كمية كبيرة من جمين , حينها بكيت طوال اليوم فرحاً بما أهداني أخي .
جمين ( 42 عاماً ) في أسواق قطاع غزة و لا زال هناك عجز حقيقي عن تحديد وجود علاقة مباشرة بين سعادة الغزيين و بين تناولها .