منتجات فلسطينية تميّزت بها فلسطين وأنتجتها على مر العصور والأزمنة

تمتازُ كل بلدٍ في العالم بما تنتجه وتصدره، وتُعرف به، وذلك لكونها الأكثر تميزاً في إنتاجه أو صناعته. فتسمى بعض البلدان مثلاً، بلاد الجُبن وذلك لأن الجبن المصنع في هذه البلاد هو الأول في جودته، وتسمى بلادٌ أخرى بلاد العسل، وهكذا. وتساهم هذه المنتجات بشكلٍ كبير ليس فقط في زيادة منسوب الدخل لدى هذه الدول، بل تعمل أيضاً على حمل اسمها، ورفع شهرتها، وربطها ثقافياً بباقي دولِ العالم. وقد عُرفت فلسطين، منذ أزمانٍ بعيدة، بمنتجاتها التي تصدّر وتجول في أرجاء العالم، والتي بفخرٍ يسميها مستهلكوها أنها منتجات فلسطينية تنتجها فلسطين، وتصدرها وتصنعها أيادٍ فلسطينية.

وتتفاوت المنتجات الفلسطينية في اختلافها وتنوع مجالاتها، فتدخل بعضها في مجال إنتاج الأغذية، وبعضها الآخر يدخل في مجال إنتاج الحرف اليدوية، أو الأزياء، وغيرها. ولكل منتج فلسطيني طابعه ومزيته الخاصة التي تميزه عن باقي المنتجات المشابهة الأخرى. وهنا نستعرض أكثر المنتجات الفلسطينية شهرةً ومبيعاً وتميزاً، والأسباب الكامنة وراء تميّزها.

الأغذية والأطعمة

تمتاز الطبيعة الفلسطينية بغناها الزراعي، فكل بلدةٍ في فلسطين تتميزُ بإنتاج نوعٍ محددٍ من المزروعات أو النباتات، فتعرفُ مثلا مدينة جنين ببطيخها، ومدينة الخليل بعنبها، وقرية بتير بباذنجانها، ومدينة يافا ببرتقالها. هذا بالإضافة إلى الغنى الحيواني في المراعي والأرياف الفلسطينية. بالطبع يساعد هذا الأمر في إنتاجِ أغذية وأطعمة تمتاز بكونها طبيعية، وبعيدة عن المواد الكيميائية الضارة والتي تترك آثارها السلبية على صحة الإنسان. فالأغذية والأطعمة الفلسطينية تمتاز بكونها طبيعية 100%، تُنتج بالطرق نفسها الموروثة من الأجداد والأزمان الماضية.

وأهم المنتجات الغذائية الفلسطينية التي تنتجها فلسطين:

* الخل بأنواعه من خل التفاح والعنب ورمان وزعتر وغيرهم.

* الزيوت المختلفة من زيت زيتون فلسطيني، إلى زيت السمسم، وزيت حبة البركة، وغيرها، بالإضافة إلى منتجات فلسطينية أخرى تتعلق بالزيوت، مثل الطحينة والزبدة.

* الأعشاب: تمتاز البيئة والطبيعة الفلسطينية باحتوائها على أعشاب من الممكن أن تكون غير متواجدة إلا فيها. ومن أشهر الأعشاب التي تنتجها فلسطين: الميرمية والنعناع واليانسون والزعتر والزهورات والبابونج.

* التمور وملحقاتها كالعجوة.

* العنب: العنب الفلسطيني يمتاز في طعمه ونوعه، لذلك يتفنن الفلسطينيون في إنتاجه، ويدخلونه في العديد من أكلاتهم. ويصنع منه الدبس والمربى والملبن والخل وغيرهم، بالإضافة لإستخدام أوراقه.

* الشطة الفلسطينية، خاصة المنتجة من غزّة.

* عسل النحل الطبيعي: يُقيم العديد من الفلسطينيين مزارع للنحل، لذلك يتميز سوق الأغذية الفلسطيني باحتواءه على عسل النحل الطبيعي الذي لا يُنتج إلا بطرق طبيعية، ولا يدخل في إنتاجه أية مواد كيميائية.

* الحليب والألبان، من جبنة ولبنة ولبن جميد ورائب وغيرهم.

* ولأن فلسطين تُشتهر بإنتاج العديد من الثمار والفواكه، فإن للمُربّى الفلسطيني طعمه الخاص، الذي ينتج بكميات كبيرة في كل بيت فلسطيني، وبطرق طبيعية بحتة.

* البقوليات ومنتجات القمح من البرغل البلدي والمفتول البلدي وغيرهم.

الحرف اليدوية

في الوقتِ الذي يشهدُ فيه الريفُ الفلسطيني إنتاجاتٍ زراعية أو حيوانية، تشهدُ العديد من المدن والقُرى الفلسطينية احترافها في مجال تصنيع الحرف اليدوية، التي تتفاوت في اختلافها، والمستمدة من البيئة والطبيعة الفلسطينية.

* فكونُ فلسطين أرضاً مقدسة مكّن أبناءها من إحتراف صناعة التحف، منها الدينية والغير دينية، والتي تكون في الغالب مصنوعة من الأخشاب، وخاصة خشب الزيتون.

* أما بالنسبة لمنتجات فلسطينية تنتجها فلسطين، فمن أهمها الأقمشة المطرّزة بالتطريز الفلسطيني، حيثُ يمتاز التطريز الفلسطيني بجماليته العالية، وفرادته، إذ لا يوجد له مثيلٌ في أي بلدٍ أخرى في العالم. وقد أدخلهُ الفلسطينيون في العديد من المنتجات، فلا يقتصر اليوم على الأزياء أو الإكسسوارات، بل يمتد إلى مستلزماتٍ أخرى، من صوانٍ وأطباق ووسائد وحتى الأثاث المنزلي.

* الجلود: امتهن الفلسطينيون تصنيع الأحذية والشنط والصنادل الجلدية منذ فترةٍ طويلةٍ من تاريخهم، حيثُ تمتاز هذه المنتجات الفلسطينية الجلدية بالإتقان والجودة العالية، بالإضافة لكونها تختلفُ عن باقي المنتجات الجلدية المصنعة في العالم، حيثُ لها طابعها الخاص.

* الخزف الفلسطيني: يمتاز الخزف الفلسطيني بألوانه المُبهرة، والتي يطغى عليها في الغالب اللون الأزرق النيلي. وقد اتخذ الفلسطينيون من الخزف وسيلة لهم لإظهار الطبيعة الفلسطينية، وقضاياها، بالإضافة إلى تراثها ومعالمها. فتصوّرُ الصحون والكؤوس والأباريق الخزفية، بالإضافة إلى غيرها من المنتجات، المعالم الدينية من كنيسة المهد أو المسجد الأقصى، بالإضافة إلى آياتٍ قرآنية، أو آياتٍ من الإنجيل المقدّس، أو الورود والأغصان وحتى الطيور الموجودة في الطبيعة البرية الفلسطينية، وغيرها.

 

* الأزياء والإكسسوارات

يعد التطريز الفلسطيني من أهم ما في المنتوج الفولوكلوري الثقافي الفلسطيني، والذي تزينت به النساء الفلسطينيات على مر العصور والأزمنة، والذي كان دوماً أسلوباً فنياً راقياً وجميلاً تُعرفن به على أنهن فلسطينيات. وقد بدأ الفلسطينيون اليوم في إدخاله إلى تصميمات الملابس الحديثة، فأخذ يلعبُ دوراً في تجميل الأزياء النسائية، ورفع قيمتها وأناقتها. بالإضافة إلى أنه يستخدم في إنتاج الإكسسوارات والمجوهرات من خواتم، وعقود، والقلائد وغيرها. وحتى أنه مؤخراً، بدء يدخل في تصاميم الأحذية والشنط والأحزمة وغيرها الكثير، أي أصبح يأخذ طابع التطريز الفلسطيني الحديث.

* الصابون الطبيعي

يصّنع الصابون الطبيعي باستخدام خلطات الزيوت الطبيعية النباتية، وتمتاز وتشتهر فلسطين بتصنيعها وإنتاجها لزيت الزيتون الذي يدخل بشكلٍ أساسي في صناعة الصابون الطبيعي. لذا يعتبر الصابون الطبيعي من أهم المنتجات الفلسطينية التي تنتجها فلسطين شهرةً وتميزاً، حيثُ يعرف مثلاً الصابون النابلسي الطبيعي تاريخياً في العديد من الدول العربية ودول العالم. ويعمل الصابون الطبيعي على حماية البشرة من الجفاف، فهو يساعدها في الحفاظ على مكوناتها الطبيعية بالإضافة إلى زيادة ترطيبها وإعطائها قوة ونضارة تحميها من ظهور التجاعيد المبكرة، إلى جانب دورها في تخليص الجسم من البكتيريا والأوساخ وعلاجها لبعض الأمراض التي من الممكن أن تصيب الجلد.