"أتوبيس العزومة" يجول في شوارع القاهرة والجيزة لتقديم وجبات الإفطار للصائمين

“أتوبيس العزومة” .. حافلة متحركة، بألوان جميلة ومزركشة، تصوّر من خارجها بصور كرتونية الصائمين الهانئين بإفطارهم في ليالي رمضان، وتحوي بداخلها طاولات وكراسي، مقسمين في دورين، إحداهما علوي مفتوحٍ أمام الهواء الطلق، والآخر سفلي. تنتظر الصائمين ليأتوا من كل حيٍ وزقاق في القاهرة، متأهبين لسماع ضرب مدفع رمضان، ليكسروا صيامهم جماعات بإفطارٍ جميلٍ في فرادته، تحت أضواء الحافلة الملونة من أحمرٍ وأخضرٍ وأزرق.

تطوف هذه الحافلة شوارع القاهرة والجيزة في النهار، وتزور كل يومٍ زقاقٍ جديد وحارة مختلفة. تبدأ بتنفيذ زياراتها من الساعة الواحدة ظهراً تحديداً حتى الساعة الرابعة والنصف عصراً، تحملُ في جوفها وجباتٍ غير معدة لتعطيها هديةً لساكني أزقة وحواري القاهرة المتأهبين لإعدادها بالشكل الذي يحبونه وتناولها على الإفطار. وفي الخامسة بعد العصر، تقفُ هذه الحافلة في موقعها المعتاد في حديقة الميريلاند في حي مصر الجديدة شرقي القاهرة، ليبدأ عدد من الشباب والشابات المتطوعين بتحضير وجبات إفطارٍ لـ 100 صائم يومياً، وبتجهيز الحافلة من الداخل وما حولها من الخارج من أجل استقبال الضيوف من أبناء القاهرة على مائدة الإفطار، فيجهزوا الطاولات والكراسي، ويعلقوا الأضواء المبهجة، ويحضروا الصحون والملاعق، وحبات التمر والبلح، وكؤوس الماء والعصير.

جاءت فكرة “أتوبيس العزومة” من قبل بنك الطعام المصري، بالتعاون مع شركة ريد سكوير، من أجل توفير وجبات إفطار لأكثر من 15 ألف محتاج خلال شهر رمضان. وتعتبر هذه الفكرة هي الأولى من نوعها، خاصة في الطريقة التي تقدم وتُعرض فيها، لأن الهدف الأسمى من المشروع بالإضافة لإطعام المحتاجين هو رسم الفرحة على وجوههم، وعدم جرح مشاعرهم بطريقة أو بأخرى، عن طريق تقديم الطعام بشكلٍ لبق، وبطريقة أجمل وأفضل، بالإضافة لتقديمه بإسم “الهدية” وليس بإسم “العطوة” أو “الإحسان”.

وحتى الآن، تتراوح أعداد الوجبات التي قدمها “أتوبيس العزومة” والذي يُسمي نفسه أثناء التجوال بـ “قطار الإفطار 2020” كما هو مكتوب على الحافلة من الخارج، بـ 26,430 وجبة غذائية كاملة، وزعت في 9 مناطق مختلفة حول القاهرة والجيزة، وذلك بحسب بيانات البنك