فن إعادة التدوير والبناء … مع تيمور وسالي من مصر

كم سيكون صعباً علينا اليوم أن نتخلى عن واحدٍ من أهم هواياتنا، إن كنا على دراية بها أو لا، والتي ببساطة هي هواية الإستهلاك! نحن نعيش اليوم في عالمٍ إستهلاكي بامتياز، استبدلنا به كثيراً من الإبتكار والفرادة التي بحوزتنا، والقدرة على إعادة التدوير والإستخدام، في مقابلِ مواكبة سوقٍ سريع التغير لا مجال فيه للتميز. إلا أنه ودوماً، هناك من يستطيع الهروب بعيداً عن مجرى الحياة هذه، لينجح في إبتداع عالمه الفني الخاص!

وهنا بالضبط نُقابلُ تيمور الحديدي وزوجته سالي خميس من مصر، اللذان استطاعا تحويل ما نرميه من أشياء بهدف التخلص منها، إلى قطعٍ فنية فريدة وجميلة كانت الأساس لبناءِ بيت أحلامهم، بحيث تقدر نسبة المواد المعاد تدويرها فيه إلى 60%. فعوضاً عن شراءِ شقة سكنية أو فيلا في المدينة، قرر تيمور وسالي عام 2012 أن يمتلكا الجرأة والحرية الكافية لجعل الصورة التي يمتلكانها في مخيلتهما عن بيتهم الزوجية حقيقة، فاشتروا أرضاً في مدينة 6 أكتوبر، وقاموا بتصميم هذا البيت اعتماداً بالأساس على فكرة إعادة التدوير، وفي ذلك قال تيمور: “في عالم تكثر فيه النزعة الإستهلاكية، نحاول نحن أن نعيد تدوير ما أمكننا من مواد. فنستخدم القناني البلاستيكية والزجاجية، والقطع الإسمنتية، والكتب القديمة، والخشب، وأي مادة أخرى نرى أنها صالحة للبناء، وحرفياً فإننا نأتي بها من أي مكانٍ نجده فيها”.

ويخطط تيمور وسالي إلى استكمال مشروعهم هذا ببناء بيت عند شاطئ البحر لرغبتهم في المساعدة في خلق مجتمع صديق للبيئة على طول الساحل المصري من ناحية، ويكون جذاباً ومفيداً للناس والسكّان من ناحية أخرى.

وما الجميل في ذلك؟ عوضاً عن أن الأمر برمته صديق وصالح للبيئة، إلا أنه وكما يقول تيمور، فإنه من الجميل العيش وامتلاك بيت فريد من نوعه، ولا نظير له في العالم كلّه! بيت كان بالأساس مجرد فكرة في مخيلة أحدهم.