طهران .. مدينة الفن والفنون

ليس غريباً على طهران ولا على الإيرانيين، أن يمارسوا الفن بأنواعه، من نحتٍ ورسم وموسيقى وسينما، وهم المعتادون على ألوان نيروز، بداية البداياتِ، حين تولد الأرض من جديدٍ بربيعها المحملِ بالثمرِ والزهر.

لم يعتد العديد من الناس على إلمام المعرفة بالفن الإيراني، التقليدي منه والمعاصر، نظراً لما تسببه السياسات وأنظمة القوى العالمية على تشويه معالم الجمال الداخلي والمخبأ في نفوس الشعوب البعيدين عن مظاهرِ البشاعة والقتل والحروب.

إيران … أرضٌ تحتضن في جوفها العديد من الفنانين الملهمين، والمعارض الفنية المميزة والفريدة، والتي من الإجحاف أنها لم تلقى الصدى والمعرفة التي تستحقهما. لذلك إن كنت من هواة الفن والفنون، إجعل إيران وجهتك التالي!

يوجد في مدينة طهران وحدها ما يقارب الـ 200 معرض فني، بالإضافة إلى أن بعض المناطق في المدينة مصممة خصيصاً للعروض الفنية، والتي في ليلة الجمعة من كل أسبوع، تشهد إفتتاحاً جديداً لمعارض فنية مختلفة ترافقها عروضٌ خاصة. وفي كل شهر، يأتي من كافة أنحاء العالم مجموعة كبيرة من هواة جمع القطع الفنية، ليشتروا ويبيعوا قطعهم الفنية، أو لمشاهدة المعارض الفنية التي تنتجها المدينة بشكل متجددٍ ومستمر.

يوجد في طهران عدد من المتاحف المذهلة أيضاً، منها متحف طهران للفن المعاصر المعروف بنشاطه، وبكثرة زواره من فنانين وهواة. ويحتضن هذا المتحف أحد أهم المجموعات الفنية في العالم، وهي مجموعة فرح ديبا، والتي جمعت تحت إشراف ملكة إيران السابقة، فرح بهلوي، وتحوي مجموعة من أثمن القطع الفنية الغربية الموجودة خارج أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية. كثير من هذه القطع أبدعها مجموعة من أهم الفنانين المعاصرين من أمثال جاكسون بولوك، وآندي وارهول، وفرانسيس بيكون.

وتتميز مدينة طهران بحد ذاتها بإحتواء شوارعها على مشاهد فنية عصرية، فعندما نتجول في أزقتها، تتملكنا المشاهد المذهلة لجداريات المدينة التي تمتلئ برسومات الجرافيتي، التي أبدعها العديد من أبناء المدينة الفنانين، منهم مهدي غديانلو، الذي يعيش في طهران والذي أنتجت يداه أكثر من 100 جدارية عظيمة في المدينة.

وقد قام رئيس بلدية طهران في أيار 2015 بملئ المدينة بلوحات إعلانية وصل عددها إلى 1500 لوحة، تُظهر مجموعة من أشهر الأعمال الفنية في العالم لفنانين إيرانيين وغير إيرانيين، وذلك من أجل تعزيز الفن والفنون في المدينة. وقد ساهم ذلك بشكل كبير إلى جعل مدينة طهران تبدو وكأنها معرضٌ فنيٌ ضخم يحاكي في فنّه وأسلوبه العصر الحديث بدونِ أن يتخلى عن عبقه وتاريخه القديمِ والأثري.