مخطوطة 5229 تفتح بابها واسعاً أمام الخيال العلمي والفانتازيا

استطاعت نورة النومان، وهي كاتبة إماراتية، أن تلحظ عطش المكتبات العربية للكُتب التي تُعنى بالخيال العلمي والفانتازيا. فبعد امتهانها كتابة قصص وروايات الأطفال والناشئين، لاحظت أن ما ينقصُ العالم العربي اليوم من كتبٍ حقاً هي الكتب التي تعتمد على الخيال العلمي، والأساطير والخرافات الشعبية والتاريخية، والخيال. فأطلقت من ضمن ما أطلقت روايةً تُعنى بالخيال العلمي أسمتها “أجوان” والتي فازت بجائزة أفضل كتاب لليافعين في عام 2013 في مسابقة إتصالات لكتب الأطفال. إلا أنها رأت أن ذلك لم يكن كافياً بعد، فسعت إلى حلمٍ أكبر، والذي تُوج في عام 2016 بافتتاحها في إمارة الشارقة أول دار نشرٍ عربية تُعنى بنشر وترجمة كتب الخيال العلمي والفانتازيا، والتي أسمتها مخطوطة 5229.

اهتمت نورة النومان بإطلاقها هذه الدار لسببين رئيسيين، الأول كما تم ذكره مسبقاً حتى تقوم بتلبية حاجة المكتبات العربية لهذا النوع من الأعمال التي تمتلئ بها مكتبات العالم، وتفتقر لها المكتبات العربية. والثاني لأن هذه الأعمال الأدبية مما تحويه من عناصر للتشويق والغموض، ولما تحفل به من أحداثٍ وظواهر تكون خارقة للطبيعة، تزيدُ من رغبة القرّاء العرب للسعي نحو الإكتشاف والبحث في أمور الطبيعة والعلم، وتثري من عقولهم، وتجذبهم إلى القراءة. كما أنها تحفّز اهتمامهم بالجانب العلمي، وترفع من رغبتهم على الإبتكار والإختراع، وذلك وكما تقول لأن “كثيراً من العلماء البارزين في العالم نشأوا على حب قصص الخيال العلمي”.

أما اسم الدار، فإنه يُنسب إلى مخطوطة 5229 التي تعود إلى القرن العاشر الميلادي. ففيه قام الخليفة العباسي المقتدر بالله بإرسال مبعوثٍ إلى ملك بلاد البُلغار. كان هذا المبعوث هو أحمد بن فضلان البغدادي، الذي التقى في أسفاره الطويلة عدة أقوام وحضارات، وفيها تعرّف على ثقافات وعادات الشعوب المختلفة، فدوّن ملاحظاته عنهم في مخطوطة بلغ عدد صفحاتها 420 صفحة، والتي توجدُ اليوم في أحد المتاحف التركية تحت اسم “مخطوطة 5229”.

ولقد عمل القائمون على دار النشر هذه بأخذ شِعار الدار ليكون مكوناً من كلمة “مخطوطة” منسوخة من خط يد أحمد بن فضلان البغدادي نفسه.

شعار دار النشر المنسوخ من خط يد أحمد بن فضلان البغدادي