الوجه الحديث لتركيا بثقافتها وتاريخها يقدمه متحف اسطنبول للفن الحديث

ما معيارُ تقدّم البلاد وشعوبها ورفعتهم؟ أهي الجسورُ العريضة؟ أم الأرصفة المزفّتة النظيفة نهاراً والمضاءةً ليلاً؟ أم عدد زائريها في السنة؟ أم قيمة العملة لديهم؟ إحتمالاتٌ كثيرةٌ تختلفُ باختلافِ مقترحيها، ولكن بالنسبةِ لي… يكون الفنُ دوماً هو الإجابة.

يوجدُ اليوم في تركيا ما يزيد عن الـ 250 متحف فني، مقسمة ما بين متاحف خاصة ومتاحف تتبعُ وزارة الثقافة والسياحة التركية، بالإضافة إلى ما يزيد عن 1200 مجموعة فنية خاصة. تُعنى هذه المتاحف بمواضيع وقضايا وأساليب فنية متعددة، منها الفن الحديث والمعاصر كما في متحف اسطنبول للفن الحديث.. والذي سأتناوله للتعريفِ به هنا.

أنشئ متحف اسطنبول للفن الحديثِ ليعتلي مساحة 8000 متر مربع على ضفاف بحر البوسفور في سنة 2004، وليُعتبرَ أول متحفٍ خاصٍ في تركيا يقوم بتنظيم معارض للفن الحديثِ والمعاصر. حيثُ يضمُ في ثناياهُ أعمالاً فنية حديثة ومعاصرة، التي يقومُ بجمعها ليعرضها أمام محبي الفن وهاويه.

يقيم المتحفُ في أرجائهِ أيضاً أنشطة فنية لزائريه، من مختلفِ التخصصات والمجالات الفنية، وذلك وفاءاً لعهده المتمثلِ في اكتشاف المواهب الفنية لدى الهاوين وبثِّ شعاعها أمام الجماهير، وليعزز بذلك الهُوية الفنية التُركية في كوكب الفن العالمي. فمن أهدافه أيضاً التي ترافق هدفهُ السامي في إكتشاف المواهب الفنّية التركية، أن يعمل على زيادة الوعي الفنّي لدى الشعب التركي، وأن يقوم بلفت إنتباه المواطنين الأتراك إلى المواهب الفنّية التي يحملها أبناء شعبهم. كما يتطلعُ أيضاً إلى أن يكون مرجعاً موثوقاً وأساسياً للباحثين والمختصين في العادات والتقاليد والثقافة والتاريخ التُركي.

ويضمُ من ضمنِ ما يضم سينما تقوم بعرض الأفلام الفنية والثقافية لرائديها، ومطعماً على ضفّة البحر، ومتجراً لبيع التحف والهدايا التذكارية، ومخزن تصميم، ومكتبةً واسعة تقدّم لزائريها عدداً هائلاً من الكتب المختصة بالفن والتاريخ والثقافة التُركية. كلُ ذلك يأتي بالإضافة إلى المعارض الفنية الدائمة والمؤقتة، ومعارض التصوير الفوتوغرافي، وأماكن لإقامة البرامج التعليمية والتثقيفية، بالإضافة إلى البرامج الإجتماعية. حيثُ يقيم متحف اسطنبول للفن الحديث الدورات التعليمية الفنية المتنوعة، بالإضافة إلى دورات التاريخ والثقافة، والتي تستهدف كل الفئات والأعمار، والتي تقدّم جميعُها بشكلٍ مجاني، وذلك إضافة إلى عمله على إستضافة وتنظيمِ المؤتمرات الفنية العامة.

بإمكانكم زيارة الموقع الإلكتروني خاصتهم من هُنا .. أترككم مع مقطع الفيديو أدناه الذي سيأخذكم برحلةٍ قصيرة إلى المتحف وأرجائه، والذي بالتأكيد سيثير لديكم الرغبة لزيارته: