متحف البصرة الحضاري العراقي يفتتحُ أبوابه لأهل البصرة كحاضنٍ ثقافي جديدٍ لتراثهم

لرُبما كانت الأفلام صادقة حين تنقلُ إنتصار الخيرِ والحبِ دائماً في النهاية، ولكن على أرض الواقع، للخير والحبِ والفن طرقهم الخاصة في الإنتصار، كأن يُحوَّلَ قصرٌ كان يوماً حِصراً على شخصٍ مطلق الحُكمِ دون غيرهِ، إلى متحفٍ للشعبِ يضم في أفيائِه تاريخهم وآثارهم وحكاياهم.

في 27 أيلول الماضي، يوم ثُلاثاء، افتتح في مدينة البصرة العراقية متحفٌ ليضمَّ  بين جدرانهِ تاريخ المكان، وعتقه وعبقه، وآثار الحياة فيه التي امتدت إلى أكثر من ألفي عام، والتي شُبعت تفاصيلها كافة بالثقافة والفن. أما عن مكان متحف البصرة الجديد هذا، فقد أقيم في إحدى قصور الرئيس العراقي الأسبق صدّام حسين، وتحديداً عند نهرِ شط العرب حيثُ تلتقي مياه نهري دجلة والفُرات.

ويضمُ المتحف آثاراً يتراوحُ تاريخها ما بين سنة 300 قبل الميلاد، إلى آثار تعود إلى القرن الثامن عشر، عُثر عليها في البصرة، من أوانٍ وجرارٍ فخارية، إلى أوانٍ وجرارٍ زجاجية، ومحاريب وأكفان، ونقوش، ومسكوكات، وغيرها من القطع الأثرية الأخرى. وقد قام القائمون على المتحفِ الجديد بإعادة الكثير من هذه الآثار من مخازن المتحف العراقي ببغداد بعد أن تم إرسالها إلى هناك قبل عام 2003 خوفاً عليها من الحرب التي كانت حينها تلوح في الأفق، خاصة بعد أن تم سرقة أكثر من نصف هذه الآثار من متحف البصرة القديم عندما نُهب وأغلق في عام 1991.

ويضم متحف البصرة الجديد صالة عرضٍ واحدة، يُعرض فيها أكثر من 400 قطعة أثرية. أما في المراحل المقبلة القريبة، فإن القائمين على المتحف يتطلعون إلى أن يضم المتحف خمس قاعاتٍ رئيسية ستضمُ من ضمن ما تضم آثاراً بابلية وآشورية وسومرية يعود تاريخها إلى عام 3300 قبل الميلاد، بالإضافة إلى مكتبة وقاعة لتعليم الأطفال، وبذلك يكونُ مركزاً ثقافياً يتوافدُ إليه أبناء المدينة، والمهتمون بالتراث والتاريخ العراقي على حدٍ سواء.

المصدر: موقع BBC NEWS
المصدر: موقع BBC NEWS

وقد ابتدأ العمل على تأسيس هذا المتحف منذ ثماني سنوات، حيثُ لاقى دعماً من وزارة الثقافة العراقية، والهيئة العامة للآثار والتُراث في البصرة، بالتعاون مع جمعية بريطانية أسست خصيصاً لدعم المتحف بإسم “جمعية أصدقاء متحف البصرة“، قبل أن يُتوج بإفتتاحٍ حضرهُ أبناء البصرةِ وزائريها من صغارٍ وكبارٍ في يومٍ كان عظيماً في احتفالهِ بالتراث الثقافي العراقي.