فيروز وغزة توأم يصدح بصوت واحد: إيه في أمل!

إيه في أمل

حب الحياة هو دافعنا للنهوض دوما من مصائبنا للبدء من جديد بروح نقية ناسية ما كان، زاهدة فيما سيأتى. لطالما آمنت بأننا شعب نحيا بالأمل، شعب يحب الحياة إذا ما استطاع إليها سبيلا، فدوما نخرج من كوارثنا وحروبنا إلى الحياة بمزيد من الإصرار علي التأمل والحب، بقلب يقول: لعله خير وأن أمرا جميلا سيحدث فيما بعد، فيالجمال قلوبنا البسيطة التى تلمح الفرح من بعيد فتبتسم مستبشرة به.

في أول أيام العيد، حيث صوت التكبيرات والتهاليل ورائحة الكعك والقهوة، وطعم الشوكولاه اللذيذ، ووجوه الأطفال البريئة وصوت ضحكاتهم وفرحتهم بثيابهم وألعابهم الجديدة، ضحكات من قلبٍ جميل نسى ما عاشه في أيام الحرب من خوف وتعب. فهناك تحت الأنقاض، تحت ذلك البيت المهدوم، تحت تلك المدرسة المحترقة، خلف أحلام الأطفال الوردية.. يسكن الأمل، ذلك الشعور الذى يلازمنا دائما دون أن نشعر به لأنه موجود .بعد كل ضيق وكربة.

كل تلك الأجواء كانت تغمرنى سعادة، وتزيدنى يقينا بأننا لانستطيع أن نرسم حياتنا كما نهوى؛ فنحن نمضى في الدروب التي رُسمت ونواجه كل الفجائع بالرضا والأمل .. فالسخط واليأس لن يغير قدرنا .. قناعتنا بأن من يضحك أخيراً يضحك كثيرا، إيماننا بعدل الله هو سر قوتنا، وعلى العكس مما يقولون، نحن نكره الموت والقتل والدماء..، ما زلنا نحب الحياة ونحلم بغدِ مشرق، وسيبقي في عميق القلب شىء يشبه العصفور .. ينقر الأمال ويغنى إيه في أمل!