الدسوقي تصنع لوحاتها من مكياجها

حوار: رحاب دلول

لم تكن تعلم أن خربشاتها ستتحول يوما ما إلى فن يمثل قضيتها بريشة وألوان حتى استطاعت من خلال مكياجها رسم العديد من اللوحات الفنية التي تحمل مفاهيم كثيرة تمثل الحب والأمل لتجد أن كل من حولها قد أُعجبوا برسوماتها كما شجعوها على الاستمرار فتطورت وأبدعت في بحر هذا الفن، خلود محمد الدسوقي (23عام) فنانة تشكيلية حصلت على بكالوريوس من كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى فأصبحت اسما لامعا في سماء الفن التشكيلي.

بداية الإبداع

تقول الدسوقي “كنت قبل المدرسة أرسم دائما في دفتري الخاص لرسم العرائس، وكان لوالدي ميول فنية رائعة فهو الداعم الأول لي ولأخوتي في ظهور موهبتي وتنميتها”.

وتضيف:” ظهرت موهبتي بشكل أكبر في المرحلة الإعدادية حيث كنت أرسم لجميع صديقاتي واجبات الفنون الجميلة التي تطلبها المدرسة في حصة الرسم، مشيرةً إلى أن المرحلة الثانوية هي أهم المراحل التي مرت بها حيث أوصلتها إلى اختيار التخصص الجامعي “.

وتستكمل حديثها حيث تقول:”التحقت بدورات تدريبية وورش عمل للفن التشكيلي في العديد من المؤسسات؛  ولكن الحياة عبارة عن دروس لا متناهية، فلا يتوقف الإنسان يوما عن التعلم”. مضيفةً :”وجود الإنترنت قد ساعدني في تطوير موهبتي عن طريق متابعة أعمال الغرب وفيديوهات تعليم الرسم “.

لمسات فنانة

وعن شعورها وهي ترسم فتصفه:” يختلف الشعور من رسم لوحة إلى أخرى، لكني أبدع عندما أشعر بالحزن أو الفرح، فأجد أكثر لوحة قريبة مني هي الحاصلة على لقب أكبر لوحة في الوطن التي رُسمت بالفحم النباتي والتي تحمل اسم ثورة حتى النصر لأنني رسمتها تحت ظروف أليمة وبفترة قياسية”.

أما بالنسبة لمشاركة لوحاتها في المعارض تقول :”خرجت لوحاتي إلى مجتمعي قبل أن تجوب العالم، فبدأت أرسم في مجال العلاج وتزيين الجداريات، كما شاركت في 6 أفلام وثائقية”، منوهة إلى مشاركتها في أكثر من 17 معرض خلال دراستها الجامعية حيث اهتمت تلك المعارض بحق العودة والنكبة والأسرى والعنف الواقع على المرأة والميراث.

تشير الدسوقي إلى أنها ستنشئ معرضا شخصيا لعرض كافة لوحاتها التشكيلية التي عملت عليها منذ سنين.

وتوضح بأن أكثر ما ميز لوحاتها هو الماكياج؛ حيث قامت بتحويلة لمسحوق مائي ليصبح كالألوان المائية لتجد له فائدة أخرى إلى جانب تزيين وجه المرأة وهي تزيين الواقع.

صعوبات وعقبات

أما عن الصعوبات التي واجهت إبداعها تقول الدسوقي:”إن كل فنان يجد صعوبات وعراقيل في مشوار فنه، قد تجعل من تجربتة قاسية مليئة بالمعاناة، أما معاناتي أنا كفنانة فقد شكلتُ عن طريقها قصة نجاح لذاتي من خلال تخطي الصعوبات”.

مضيفة:”من أبرز الصعوبات التي أعاني منها صعوبة فهم المجتمع للفن وتقدير الفنان، وكذلك الصعوبة في التنقل والسفر لإبراز الموهبة في أنحاء العالم، وأخيرا ضعف المشهد الفني الثقافي في فلسطين”.

وأنهت حديثها بأنها لم تقف عاجزة أمام العقبات؛ فكانت توفر مواد الرسم من مصروفها الخاص، كما استخدمت أدوات بسيطة كمساحيق التجميل والفحم النباتي والأكريلك والزيت والأقلام الملونة وألوان الزيت التي ساعدتها في إخراج إبداعها إلى النور رغم بساطة إمكانياتها.