جت في السوستة.. من استشارة بخصوص مرض ذكوري إلى مجموعة دعم حقيقية!

مع تسارع الحياة ودخول مئات المؤثرات المختلفة إلى حياتنا، تتسلل العزلة إلينا شيئا فشيئا حتى أننا قد نقنع أنفسنا بأن الوحدة سبيل العيش الوحيد وأن الناس أذى علينا اجتنابه. حتى يأتي موقف يكشف لنا العكس تماما ويغير نظرتنا لواقع الأمر، لندرك حينها أن حاجة صغيرة قد تنتج أثرا كبيرا لا يمسح على أحزاننا نحن فقط، بل قد يمتد مداه إلى من كانوا مثلنا ينتظرون خطوة صغيرة تجمعهم بالعالم. وهذه كانت بداية جت في السوستة.

جت في السوسته هو اسم مجموعة مغلقة على فيسبوك انضم إليها منذ تأسيسها ما يزيد عن 200 ألف شاب، فهي مجموعة خاصة بالذكور والسبب وراء ذلك ليس كما تظنون، لنقل أن المسألة ليست مسألة فصل بين الجنسين؛ لكن وراء قصة إنشاء تلك المجموعة حكاية تبرر الاسم وسبب اقتصارها على قبول الذكور فقط.
يقول مؤسس الجروب محمد عبد الغفار “جيري” أنه قد عانى يوما من مرض ذكوري وأراد استشارة أصحابه على فيسبوك دون أن يحرج باستشارته تلك صديقاته من الإناث، فقام بإنشاء هذه المجموعة وأضاف إليها بعضا من أصدقائه ليسألهم حول مرضه وإن كان سيستطيع بعد إجراء العملية أن يتزوج أم لا. حتى كانت المفاجأة، فقد كان ذلك السؤال بداية لإنشاء شبكة دعم للشباب العربي بغض النظر عن غياب أواصر القرابة أو المعرفة فيما بينهم.

فقد نجحت مجموعة جت في السوستة في إنقاذ شاب من الانتحار؛ بعد أن كان يعاني من إعاقة زاد من أذاها غياب أدويته التي قد تخفف من وطأة ألمه قليلا، فكان الرد من شباب المجموعة بإحضار الأدوية من خارج مصر في الحال، ومساعدة هذا الشاب بفيض من العبارات التحفيزية التي أعادت له روح التحدي والحياة.

كما أن المجموعة مسؤولة عن إنعاش المحال التجارية لمستخدميها؛ فبمجرد إعلانهم عن محالهم في المجموعة يبدأ رواد المجموعة بزيارة محالهم ونصح الآخرين بالشراء منها، ولا يتوقف الأمر هنا فقط، بل تجاوز ذلك ليصبح الجروب وسيلة إنقاذ لكل محتاج، فالأخوة هي أهم ما يملكون، وواجب عليهم مساعدة باقي إخوانهم في رابطة جت في السوسته.

انضم لمجموعة جت في السوسته فنانون عرب مشهورون كأشرف عبد الباقي وباسم يوسف، كما انضم لها ناشطون حقوقيون من أهمهم جمال عيد مؤسس الشبكة العربية لحقوق الإنسان حيث أشاد بالمجموعة على حسابه الشخصي على فيسبوك.

رغم أن للمجموعة أهدافا أخرى تتلخص بتداول الأحاديث الخاصة بالرجال؛ إلا أنها قد أثبتت أن لوسائل التواصل الاجتماعي دور إنساني هام ألا وهو تحقيق الأخوة الإنسانية.