سعيد قديح يجعل من حسابه على فيسبوك منصة أمل وإبداع لتنقل للعالم كل جميل!

الكلمة بلسم للروح ودواءٌ للجروح، قوية كالسهم حادة كنصل سيفٍ بيد فارس مغوار، تبلغ مبلغها في ثنايا الروح؛ فإما أن ترتفع بها نحو السماء محلقة مع العصافير البيضاء، وإما أن تهوي بها إلى قعر بحر اليأس والحزن المظلم لتصارع أمواج الألم . وهذا ما عرفه وأيقنه وعمل به سعيد قديح؛ فكانت إحدى مقولاته الجميلة شعارا له “الكلمة تفعل بالجسد ما لا تفعله أربع رصاصات”.

سعيد قديح شابٌ غزيّ من خزاعة في العشرينيات من عمره، هذا الشاب الذي لم يكتف بالكلمة وحمل طابع الإنسانية بأجمل صورها، ولم يكتف أيضا بعمله المهني كمحرر صحفي ومدون فحسب؛ فقرر أن يرسم بسمة أمل على وجه كل من فارقت هذه البسمة محيّاه المعفّر بالتراب وأوجعها الحصار وأذابت ملامحها الحروب.

كرّس سعيد مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الأخبار والصور الجميلة إضافة إلى نشره أفكاره الإيجابية ليشاركها مع متابعيه؛ وجدير بالذكر أيضا أن عدد متابعيه ليس بقليل إذ يزيد عن ال300 ألف متابع من مختلف بلاد العالم! كما ينشر أعمالا فنية وأفكارا مبدعة من حول العالم ما أعطى صفحته صدى كبيرا في عالم السوشال ميديا.

من أحد نشاطاته قيامه بحملة تحقيق أحلام ثلاثين طفل غزي؛ حيث قام بتصميم بطاقة فيها مساحة لاسمِ الطفلِ وعمرهُ وحلمهُ، وقرَّر أن تستمر المبادرة ثلاثين يوماً يحقّق خلالها ثلاثين حلماً لثلاثين طفلاً، ومن هنا بدأت رحلةُ سعيد مع أحلامِ الأطفال الوردية ليتنقّل بينهم كالمارد الذي يخرج ليحقق أحلام الناس في الروايات الخيالية.

قد سار في درب الأحلام البريئة الجميلة مطلقاً لها العنان لتزور أفئدةً صغيره تزرع فيها حب الحياة وتعطيها الأمل من جديد بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة …

أترككم مع صور ومشاهد حية لنجاح سعيد في رسم الابتسامه على تلك الوجوه التي لطالما اشتاقت لها.

حلم؛ بل حق طال انتظار تحقيقه.

 

وهذا الحلم من أكثر أحلام الأطفال غرابة؛ إذ غاب فيه طابع الحاجة الخاصة والحلم الشخصي الجميل، فهذا الطفل هنا يحلم بأن يضحي في العيد ليطعم الجيران والمحتاجين من أبناء حيّه.

حقق سعيد ما لم يخطر ببال الكثيرين ممن لديهم القدرة المادية لتحقيق أي شيئ وبكل سهولة بالغة؛ فكم أتمنى أن يولد فينا ألف سعيد وسعيد.

 

ننهي كلماتنا عن هذا الشاب الفلسطيني الغزي، التي بالتأكيد لم ولن توفيه حقه، بأجمل العبارات والحكم التي صدح بها قلمه الذهبي: