الفلسطينيون يتركون صلاة الجمعة بالمساجد ويقيمونها على نقاط التماس، ومسيحيون يشاركونهم صلاتهم!

في جمعة نصرة الأقصى اليوم، وبعد أحداث متتالية شهدها الأقصى بشكل متسارع كان آخرها وضع بوابات إلكترونية على بواباته لفحص المصلين، جاء هذا المشهد كبلسم على الجرح، وكملحة تُفرك في عين كل من حاول تفريق وحدة الصف الفلسطيني لتردّهم إلى وعيهم بأننا رغم كل رغم متحدون.

يتلخص المشهد بمشاركة مسيحيين في صلاة الجمعة، يحملون أناجيلهم جنبا إلى جنب مع أخوتهم المسلمين في صورة يكاد القلب يذوب لدى رؤية جمالها. لكن ذلك المشهد ليس بغريب علينا؛ لطالما عاشت فلسطين بحمد الله جوا من التسامح الديني الرائع، ففلسطين أرض الأنبياء وعليها ولدت الديانات مجتمعة، وكل المقدسات باختلاف مرجعيتها الدينية تعود لنا جميعا؛ فأي تهديد قد يمس إحداها سيجر بلا شك تهديدا لتلك الأخرى.

لم تمتلئ سماء فلسطين اليوم بالغيوم فحسب؛ بل بدعوات من قلوب طاهرة تحف المسجد الأقصى ولا تتمنى لهذا الكابوس إلا أن ينتهي ويندثر. وهنا نبرق بارقة احترام لأهل القدس على وحدة صفهم وطيبة قلوبهم وصدق نواياهم؛ فهم حماة الديار إن عز حماتها.. وهم خيط أمل نتعلق به جميعا، فاللهم احم المسجد الأقصى ومرابطيه وكن لهم عونا

من الجدير بالذكر أن صلاة الجمعة في فلسطين اليوم لم تقم بالمساجد؛ إنما أقيمت على نقاط التماس في كل من الخليل، بيت لحم، ونابلس ومدن أخرى؛ في خطوة من المصلين للتأكيد على أن المسجد الأقصى بوصلة المساجد كلها؛ وأن حمايته إن لم تكن بالجسد فهي بالروح أيضا.
وكانت قد تخللت الاعتصامات لنصرة الأقصى فقرات ينشد فيها المرابطون أناشيد جنبا إلى جنب مع أخوتهم من أديان مختلفة وبتواجد مناصرين أجانب؛ لينسجوا مشاهد ستظل تطرق الذاكرة تطمئنها أن الدنيا ما زالت بخير.