مهرجان الروزنا التاسع للتراث الفلسطيني في بلدة بيرزيت العريقة

بأثوابهن المغزولة بأيدٍ فلسطينية ناعمة، وبحطات وعقالات أجدادهم، زف الشباب والشابات العروسين، وعلى وقع الأغاني الشعبية التي صدحت بها حناجرهم انطلقت فعاليات أسبوع التراث في بلدة بيرزيت شمال رام الله، الذي تنظمه جمعية الروزنا للعام التاسع على التوالي.

يمثل هذا المهرجان -الذي يتخلله عرس فلسطيني- جزءا من رؤية مشروع التنمية الريفية الفلسطينية وما يتعلق بالتنمية السياحية المجتمعية التي تشمل التركيز على مكامن القوة؛ كاختيار بيرزيت لاستضافة المهرجان في خطوة من القائمين على المهرجان لإظهار الأهمية التاريخية لبيرزيت وعمق جذور انتمائها لهذه الأرض وقضيتها؛ حيث كانت دوما الحاضنة الأجمل والأمثل لمثل هذه المحافل والمهرجانات الوطنية والشعبية. كما ركز مشروع التنمية السياحية على  قطاع الخدمات التي قدمت للأفراد بجودة تناسب أهمية الفعالية. كل تلك العوامل السابقة عرضت معا نسيجا متماسكا للهوية الفلسطينية الأصيلة من خلال مهرجان الروزنا التاسع.

وتخلل المهرجان فقرات جبلت بطابع إرثنا الفلسطيني العريق كالأغاني الشعبية ذات الأثر العميق في شتى زوايا الثقافة الفلسطينية، والتي تنثر عبق الفرح والمرح وتضفي جوا من السعاده على الحضور. كما استضاف المهرجان عدة معارض تراثية عُرضت فيها أجمل الأعمال والمطرزات والأثواب الفلسطينية التي حيكت خيوطها بأيدٍ فلسطينية تحمل بين تجاعيدها تاريخ الأجداد وعراقة البلاد. إضافة إلى عروض الدبكة الشعبية، ومسابقات وبرامج للأطفال الذين كان لهم الدور الأبرز في هذا المهرجان ألا وهو حمل هذا الإرث ونقله إلى الأجيال القادمة.

أصبح أسبوع التراث في بيرزيت مهرجانا شعبيا ينتظره آلاف المواطنين سنويا بشغف وشوق؛ إذ يُفتتح كل عام بدعم كل من الاتحاد الأوروبي وشركة جوال، إضافة إلى بنك فلسطين، وصندوق تطوير وإقراض البلديات، ومؤسسة عبد المحسن القطان، كما ترعاه وزارة السياحة بالشراكة مع وزارة الثقافة.

 

ينظم هذا الأسبوع التراثي سنويا في أزقة البلدة القديمة ببيرزيت، تأكيدا على هويتها وترسيخا لأهميتها التراثية. يهدف الروزنا أيضا إلى جذب الأنظار إلى الأماكن الأثرية بفلسطين وتعزيز علاقة الزوار بها؛ لحمايتها من محاولات التهويد والطمس من قبل الاحتلال. كما يهدف إلى إحياء وتشغيل وتأهيل المنطقة التاريخية في البلدة، التي تضم مبانٍ تعود للحقبتين المملوكية والعثمانية.

ويبقى تاريخنا وتراثنا بأيدٍ أمينة طالما هناك من يسعى لإنعاشهما بشتى الوسائل والطرق.