ترللي: كلمة فلسطينية تعني ضربا من الجنون، كانت عنوانا للأغنية الأولى لفرقة الإنس والجام

اجتاحت عالم الأغنية في وقت قياسي، إذ سيطر لحنها على كل من سمعها لتصبح زادهم الموسيقي اليومي. أتحدث عن أغنية فلسطينية من الألف إلى الياء، إذ قام على كتابتها وتلحينها وأداها مجموعة مبدعة من الشباب الفلسطين، ليكون نتاج جهدهم أغنية تنبض بالبساطة؛ فكلماتها تبعد عن الابتذال كل البعد، ما يمنحها ملكة اجتياح القلب دون إذن. لاقت أغنية ترللي لفرقة الإنس والجام صدى واسع كما أظهرت نسبة المشاهدات على موقع اليوتيوب الإلكتروني؛ حيث بلغت خلال الثلاث أيام الأولى لانطلاق ترللي ما يتعدى الثماني عشر ألف مشاهدة.

الإنس والجام هو اسم الفريق المنتج لأغنية ترللي، فما سر ذلك الاسم؟ قد تقوم للوهلة الأولى بمقاربة الإسم مع الإنس والجان، أو الانسجام إذا ما تعلق الأمر بالموسيقى، لكن المعنى الباطني للجام هو العصف الذهني الموسيقي، أما في الانسجام فهم جسد واحد في توافقهم الكبير، وحرصهم على التكامل والاندماج لإخراج العمل بصورة متقنة.

هي مجموعة موسيقية تتكون من سبعة أعضاء، ينتمي كل موسيقي منهم إلى مدرسة ونمط موسيقي مختلف. تقدم المجموعة أغانٍ ومقطوعات موسيقية خاصة، وأخرى أعيد توزيعها. يتكون المنتج الموسيقي النهائي من أطياف موسيقية تتقاطع وتتلاقى بين الشرقي والجاز والبلوز، ساهم في تشكيلها الشخصية الموسيقية الخاصة بكل موسيقي في المجموعة، وهذا ما عاد عليها بالتميز والنجاح الباهر.

وبدا جلياً انتماء الفرقة الجماعي نحو اغنية  ترللي  من ناحية التوزيع واللحن والكلمات كونها تمثل السهل الممتنع، وكذلك لما تبثه من بهجة إلى قلوب الناس، حيث تمثل هذه الأغنية حالة خاصة وفريدة من الحب والفرح والسعادة وهذا ما سعى الفريق بجهد حثيث لتحقيقه.

وقد وقفت الأغنية في منطقة محايده وجذّابة، لا هي نخبويّة ولا شعبيّة، ولا هي عاطفيّة ولا ساخرة؛ لا يمكنك حتّى أن تتبيّن مشاعر المغنّي، إن كان حزينًا لما قد وقع، أم سعيدًا به على أيّ حال. إنّها أغنية لا مبالية، حسًّا وكلامًا ولحنًا، وأظنّ أنّ هذه الخصيصة هي ما يمنحها هويّتها أغنيةً فلسطينيّة، قبل اللهجة الساحرة التي صاغوها بها.

أبطال الفرقة هم: جوزيف دقماق – بيانو حسين أبو الرب – إيقاع محمود كرزون – كمان أمير ملحيس – باص جيتار إبراهيم نجم – عود محمد مصطفى – غناء ميرا أبو هلال – غناء محمد مصطفى وميرا أبو هلال.