فرقة “ابن عربي” ابداع يسحر العقول وجمال يأسر القلوب

في أحضان الزاوية الصدّيقية الدرقاوية إحدى أشهر زوايا المغرب علماً وتصوفاً ومحافظةً , ومن على قصبة طنجة بشمال المغرب ولد نجم “فرقة ابن عربي” لتحيي وتنشر فكر إمام التصوّف وشيخه الأكبر “محي الدين بن عربي” , وقد سميت بهذا الاسم تيمناً به ,وعملت هذه الفرقة على السير بخطى الغناء الأصيل لنقل ملامح التّصوّف في الأندلس إليه , بإلانشاد لكبار المتصوفين المغاربة والمشارقة ,الذين صدحت ولا زالت تصدح أشعارهم بكل معاني الحب و الوجد والوصل والإيخاء.

تأسست الفرقة سنة 1993 على يد” أحمد الخليع”  الذي كان قد عقد العزم على تأسيسها ليرفع بها مذهب الصوفية عاليًا، كما أراد شيوخه دائمًا , وهي فرقة متخصصة فى الغناء الصوفي والموسيقى الصوفية الآلية، تتغنى بالإرث الصوفي لحنًا وإنشادًا، وتحاول الربط بين التعابير الموسيقية المختلفة التي يزخر بها تاريخ الإنشاد الصوفي ,كالجمع بين مفهوم المقام الروحي العرفاني  الموجود في أشعار كبار رجال الله أمثال , الشيخ الأكبر الذي تحمل الفرقة اسمه وسيدي عمر بن الفارض وابن الفارض الصغير الذي كان يقال عليه سيدي محمد الحراق والمقام النغمي الموسيقي في أدائها المتمثل في الألحان المستخرجة من الزوايا عمومًا ومن زوايا عماد المغربي خصوصًا”

ويلقب عبد الله المنصور وهو منشد الفرقة بأمير الإحساس الصوفي، لجمال أدائه وعذوبة صوته، ويعرف عنه إتقانه الكبير للعزف والإنشاد على حدّ سواء.

وبسماعها تمنحك إحساس بطهارة القلب وصفاء السريرة ,فهي تنشد في معاني الوجود وحلاوة التوحيد والتعلق بمحبة الله ورسوله , وهو سماع روحي يلامس القلوب ويدخلها دون استئذان فهو المفتاح السحري لمخزون العشق الإلهي في ثنايا الروح .

قانون وكمان ودف ورق وناي وعود وموج هائل من الأحاسيس المتأججة بخمس أشخاص , يحركون سكون المكان ,يبقى الحضور وكأن على رأسه الطير لحظات بعد العزف والإنشاد، وسرعان ما تهتز الرؤوس العاشقة، ويتخلى الطير عن مكانه ليحلق مرددًا ما سمعه في حضرة موسيقى هادئة حينا وتتصاعد أحيانًا ويزينها إنشاد فرقة “ابن عربي”.

تتكون الفرقة من خمسة عازفين من بينهم عازف “البندير” -دف خاص للإنشاد الصوفي- ومنشد الفرقة عبد الله المنصور، ومايسترو الفرقة ومؤسسها أحمد الخليع الحاصل على الدكتوراه في التصوّف والموسيقى الرّوحية من جامعة السوربون الفرنسية، وعازف العود هارون تبول، وعازف الناي عبدالواحد الصنهاجي، والإيراني كيفان شميراني، وأسامة الخليع.

ولم تقتصر ابداعات فرقة “ابن عربي” على المغرب العربي بل جالت تقيم حفلات بمهرجانات دولية منها مهرجان نيودلهي للموسيقى الروحية بالهند، ومهرجان سرفنتينو بالمكسيك، ومسرح المدينة، ومعهد العالم العربي بباريس، ومهرجان ببوتا بكولومبيا، مرورًا بمهرجان سماع بقصر الغورية بالقاهرة ومهرجان جرش للثقافة والفنون بالأردن، وقدموا موسيقى لاقت استحسان الجمهور متنوع الثقافة، شرقي وغربي وعربي وأعجمي.

وولا يزال محبو الموسيقى والإنشاد الصوفي في كل مكان بانتظار زيارة فرقة “ابن عربي” وتشريفها لهم في مناسباتهم الدينية الروحانية

أن كنتم ممكن تعشقون هذا اللون من الروحانيات فتابعوا معنا هذه الوصلة ..