قطاف الزيتون موسم للبهجة والفرح ورمزا للتعاون والإخاء

في عالم يضج بصخب الحياة بشتى أنحائها تقف حبات خضراء لامعة بين وريقات الشجر تتمايل مع الريح تنتظر بلهفة في موسم قطاف الزيتون تكون فيه هي محور حياة الناس ومصدر سعادتهم وقلب الحدث لمجريات تلك الأيام المباركة التي تجنى فيه تلك الحبات جالبة معها كل الخير والبركة بإذن الله.

شجرة الزيتون تلك الشجرة المباركة الوارد ذكرها في الكتاب الحكيم في عدة مواقع لعظمتها وعلو شأنها , هي شجرة موسمية دائمة الخضرة معمّرة تمتد جذورها في باطن الأرض متمسكة بترابه وكأنها تصرخ في وجهة كل من يريد أن ينتزع هوية البلاد وحضارة الأجداد قائلة نحن أصحاب الأرض والهوية ولا مكان لك على أرضي يا مغتصبي.

جذع شجرة الزيتون

يحتفل الناس بهذه الشجرة بعرس بهيرج في تشرين الاول وتشرين الثاني من كل عام، فيجتمع تحت اغصانها كبيرهم وصغيرهم ،غنيهم وفقيرهم يجمعون ثمارها بكل حب ،حيث تتعالى اصوات الضحكات بتبادلهم اطراف الاحاديث الجميلة والعبارات الطريفة فلا يشعرون بالتعب ولا بالملل وطول الوقت.

الصغار نصيبهم المرح واللعب في هذا الموسم

ويقطعون فترة اجتهادهم ونشاطهم باستراحة الغداء الذي ينتظرها الصغار بلهفة وبعد طول انتظار وسؤال ، تحضر النساء المائدة على مفارش الارض التي كانوا قد قطفوا عليها حبات الزيتون ، ويتكون معظم غذائهم من خيرات الارض من بندورة وبصل ومكبوس الزيتون والمخلل والمتبلات والخبز وما الى ذلك من ما رزق الله وقسم ، ويعاودون اجتهادهم ونشاطهم بهمة عالية وانشراح فينجزون ما يمكن انجازة في ذلك اليوم بمساعدة بعض الادوات البسيطه كالمشط الذي يجمع اكبر عدد من الحبات بقطفة واحده فيوفر بعض الوقت والجهد ، وقد شوهد حديثا آلة زراعية للقطاف يستعملها بعض الناس و تشتغل هذه الالة الحديثة بطريقة الشحن المسبق وتوفر الكثير من الوقت والجهد ، خصوصا لمن يمتلك ارضا واسعه عامرة باشجار الزيتون ولا يملك الايدي العاملة الكافية للقطاف .

جني الثمار باليد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وبعد جني الثمار يرجع الناس الى بيوتهم فرحين بما رزقهم الله من نعمة وحصاد وفير ، ليحملوها الى المعصرة ،وهناك تمر حبات الزيتون بمراحل كثيرة تبدأ بغسله وتنتهي بتعبئته زيتا في البراميل الخاصة المعدة لهذا الغرض .

عصير زيت الزيتون

وهكذا يكون قد انتهى موسم قطف الزيتون؛ موسم الخيرات بما فيه من فرح ومشقة ومسرات طاويا معه ذكريات جميلة تزيد من لهفتنا لعودته جالبا معه النكهة المميزة للشاي الفلسطني المعد على نار متقدة بين حجرين ، في استراحة جميلة لا تمحوها الذاكرة لتبقى حاضرة في البال لتعزز شوقنا لاستقبال هذا العرس في العام القادم.

قوري شاي