أهمية رحلات استكشاف المريخ لمستقبل البشر

لقد اعتادت ناسا على إرسال عدة مهمات فضائية لاستكشاف كوكب المريخ وذلك لقربه النسبي من الأرض وخاصة بعد اكتشاف آثار لوجود المياه في الماضي على المريخ من قبل مركبة كيوريوسيتي في عام 2012 مما أذهل المجتمع العلمي الفلكي وما حول انتباه الكثير من العلماء والدول إلى الكوكب الأحمر في هدف استكشافه وربما استعماره في يوم ما. 

خطط استكشاف واستعمار المريخ

في عام 2002 سخر الكثيرون من الملياردير إيلون ماسك عندما أعلن عن خططه لاستعمار المريخ خلال القرن الـ21 وسخروا من شركته لصناعة الصواريخ الفضائية وحكموا عليها بالفشل في خلال أول سنة ولكنهم تفاجأوا فيما بعد بالنجاحات المتكررة على مر السنين وحتى عام 2008 حيث أصبحت أول شركة خاصة تنجح في إطلاق صاروخ فضائي إلى مدار كوكب الأرض وأول شركة خاصة تنجح في استعادة كبسولة فضائية عام 2010 وهي كبسولة دراجون وأول شركة خاصة تتمكن من إرسال مركبة فضائية إلى محطة الفضاء الدولية في عام 2012 وأول شركة خاصة أيضاً تتمكن من إعادة استخدام صاروخ فضائي في عام 2017 وأول شركة فضائية خاصة تتمكن من إرسال رواد فضاء أمريكيين إلى مدار كوكب الأرض وإلى محطة الفضاء الدولية في عام 2020 وغير ذلك الكثير. 

إن خطة إيلون ماسك الطموحة تتضمن أول رحلة بشرية إلى المريخ لإرسال أول رحلة بشرية محملة بالشحنات في عام 2022 ومن ثم بناء أول مستعمرة بشرية في عام 2026 أي بعد 5 سنوات فقط من كتابة هذه المقالة، وهو أمر كان يعتبر مستحيلاً ومكلفاً للغاية في الماضي ولكن بسبب جهود إيلون ماسك في بناء صواريخ حديثة وقابلة لإعادة التدوير والاستخدام بشكل كامل وهي سلسلة صواريخ فالكون فقد قلّت تكلفة السفر إلى الفضاء من مليارات الدولارات إلى ما يقارب 60 مليون دولار كحد أدنى للرحلة الواحدة وذلك ما جعل السفر للفضاء متاحاً للعديد من الدول في الوقت الحالي ولن يبقى حكراً للدول المتقدمة فقط. 

رحلات استكشاف المريخ 

من أهم رحلات استكشاف المريخ والتي تعد حجر أساس هي مركبة مارينر التابعة لناسا والتي أطلقت عام 1971 ووصلت المريخ مما يجعلها أول مركبة فضاء تصل مدار الكوكب الأحمر وتبعها عدة رحلات فضائية أخرى من قبل ناسا مثل مركبة باثفايندر وعربة سوجورنر وهي العربة الأولى بالتاريخ والتي تعمل على سطح كوكب آخر. 

ولكن أبرز مهمة على المريخ تعود لمركبة كيوريوسيتي والتي أطلقت عام 2011 ووصلت سطح المريخ عام 2012 ويعود فضل اكتشاف آثار المياه على سطح المريخ إليها. 

ومن أبرز الرحلات التابعة للوكالات الدولية الأخرى هي رحلة مسبار الأمل إلى المريخ والتي تعد أول رحلة للعرب إلى كوكب آخر في التاريخ والمجهزة بأدوات لمراقبة مدار المريخ ومعرفة التغيرات المناخية التي تحصل فيه على مدار سنة مريخية كاملة أي ما يعادل سنتين على كوكب الأرض. 

وأخيراً رحلة مركبة بيرسيفيرانس التابعة لوكالة ناسا الأمريكية والمجهزة لاستكشاف آثار أي حياة قديمة على سطح المريخ، وهنا تكمن أهمية مهمة بيرسيفيرانس واختلافها عن سابقاتها. 

لماذا نذهب إلى المريخ؟ 

بحسب ما قاله الملياردير والمخترع الشهير إيلون ماسك ” هو جعل الفصيلة البشرية حضارة تتمكن من استعمار الفضاء وتطويعه لمصالحها” وذلك بسبب تناقض الموارد الغذائية بشكل متزايد على كوكب الأرض والتوزيع غير العادل لها ما بين الدول الغنية والفقيرة حيث يأمل إيلون ماسك بأن يتم حل جميع هذه المشاكل أثناء استعمار المريخ.

ما الذي يحمله مستقبل استكشاف المريخ للبشرية؟

لاتزال فكرة استعمار المريخ واستكشافه تدور في أذهان الكثير من العلماء ورؤساء الدول على حد سواء حيث أن كمية الموارد والفوائد التي يمكن حصدها من كوكب خال تماماً من أي حياة سابقة لا تعد ولا تحصى حيث أن فكرة بداية حياة جديدة تماماً على كوكب آخر مذهلة للغاية للكثيرين وفرصة لا تعوض.