في أحد الكهوف القديمة الموجودة في مدينة فالنسيا الإسبانية، استطاعت إحدى الرسومات الموجودة على جدران هذا الكهف والتي تعود إلى زمنِ ما قبل زمننا المكتوب البقاء حيةً لتكون شاهدةً على عتق وقِدم معرفة الإنسان بالعسل. حيثُ تظهر هذه اللوحة التي قدّر العلماء عمرها بما يقرب الـ10 آلاف عام إمرأتان تقومان بجمع العسلِ وأقراصه من أعشاش النحلِ البرية. ومما نستشفه من الكتابات المصرية والبابلية والآشورية، بالإضافة إلى الكتابات الصينية وغيرها من رسومات وكتابات الحضارات والقبائل القديمة، فإن العسل استُخدم كغذاءٍ ودواءٍ على حدٍ سواء، واستخدم حتى في القرابين التي كانت تقدم إلى الآلهة، حيثُ كان رفيقاً يلازمُ الإنسان في كل زمانٍ أينما حَل.
ومن ذلك، يُمكننا أن نجلس ونتحدث لساعاتٍ وساعات عن أهمية العسل، وتاريخه، ودوره في العناية بصحتنا، ونضارتنا، ودفعه للعديد من الأمراض التي قد تصيبنا، وغير ذلك من المواضيع المتعلقة به. إلا أن ذلك لم يمنع أبداً أن يلجأ بعض الأشخاصِ، وفي الحقيقة العديدُ منهم، إلى العمل على تصنيع ما يسمونه بـ”العسل الصناعي” الذي تكثُر مضاره بشكلٍ يلغي أي فائدة منه، وذلك لأنه بالغالب مصنوعٌ من خلط أنواعٍ مختلفة من السكريات بالماء. وقد أكد العديد من العلماء مضار العسل الصناعي باعتباره غذاءاً فاسداً لما يسببه من أضرار للإنسان، ورغم ذلك فإنه متوافر في السوق بزخم.
ولذلك، فمن المهم جداً معرفة نوعية العسل الذي نشتريه ونتناوله، وهنا نقدم لكم خمسة من الطرق السهلة التي ستساعدكم على معرفة إن كان عسلكم طبيعياً أو حتى نقياً من أية إضافات.
1- من أسهل الطرق لفحص نقاء العسل هي أن تقوموا بوضع نقطة من العسل على إصبعكم أو على سطح ورقة. في حال حافظ العسل على مكانه ووضعه، فهو طبيعي، ولكن إن سال وتدفق وانتشر بعيداً عن مكان وضعه الأصلي، فهو على الأغلب مغشوش.
2- طريقة أخرى سهلة وسريعة لمعرفة نقاء العسل تكمن في وضع كمية قليلة من الخل والماء في كمية من العسل، ثم خلطه وتحريكه. في حال نتجت رغوة من هذا الخليط، فإن هذا العسل ليس طبيعياً ولا نقياً، أما إن بقي الخليط كما هو، بدون أن ينتج أي رغوة، فهو على الأغلب طبيعي.
3- طريقة ثالثة مجرّبة وسهلة تكون بالنظر إلى الطريقة التي ينزلق فيها العسل داخل كوب ماء، فإذا تم وضع ملعقة من العسل في كوب ماء وذاب تلقائياً وبسهولة، فإن الأكيد أن هذا العسل غير طبيعي، لأن العسل الطبيعي يحتاج وقتاً وجهداً لكي يذوب. لذا في حالة إسقاط العسل الطبيعي في الماء، سيبقى متماسكاً ولن يذوب في الماء وسيترسب في قعر الكوب.
4- من خواص العسل الطبيعي قدرته على الإشتعال، لذلك إن أحضرت عود ثقاب وغمسته في العسل، ثم حاولت إشعاله، في حال إشتعاله فإن العسل يكون طبيعياً، أما في حال مقاومته للإشتعال، فإن العسل على أغلب الظن مغشوش.
5- من أسهل الطرق لفحص نقاء العسل تكون بتوجيه ملعقة العسل إلى الأسفل، فإذا بقي العسل متصلاً على شكل خيطٍ رفيع لا ينقطع، فهو عسلٌ طبيعي ونقي. أما إذا لم يكن العسل متصلاً، وكان الخيط النازل متقطعاً، فإن هذا العسل إصطناعي ومغشوش.
يصعب إيجاد العسل الطبيعي اليوم أينما كان بعدما غزا العسل الصناعي السوق، بالإضافة إلى أن العسل الطبيعي يتراوح في نقاءه وجودته، فيكون منه المميز والإستثنائي كالعسل الفلسطيني مثلاً الذي يعد من أجود أنواع العسل في الشرق الأوسط والعالم أجمع.
يستطيع اليوم من يبحثُ عن عسلٍ صافٍ وذا جودة عالية والآتي من بلاد تشتهر بعسلها كتركيا وفلسطين مثلاً أن يتصفح بعض المواقع التجارية الإلكترونية الموثوقة التي تستطيع أن توفر له طلبه، ويمكننا أن نوفر عنكم بعض عناء البحث بدخولكم هنا لتصلوا إلى أماكن بيع إلكترونية للعسل مجرّبة وموثوقة.
