يبقى للكتاب الورقي رونقه الخاص؛ وللكتب المستعملة على وجه الخصوص لذة تفوق الكتب الجديدة كونها مرّت على عدة قراء، منهم من وضع لمساته داخل المحتوى كملاحظة على هامش الصفحة أو خط مُسطر ملون تحت جملة معينة، يُشعرك ذلك وقتها وكأن هناك من يشارك القراءة ومتعتها، ولهذا السبب ولأنها أقل تكلفة تجد أقبالاً كبيراً عليها في الشوارع والأروقة والمعارض.
وعلى غرار شارع الأزبكية بمصر وشارع المتنبي في العراق، تحذو ساحة السراغنة في درب السلطان العريق- أقدم وأكبر أحياء الدار البيضاء بالمغرب- منذ العام 2004م لتكون ملتقى باعة الكتب المستعملة ومحبي القراءة في المعرض الوطني للكتب المستعملة بالدار البيضاء الذي تنظمه الجمعية البيضاوية للكتبيين بالتعاون مع وزارة الثقافة، ويهدف إلى تشجيع جميع فئات المجتمع على القراءة والترويج لها، وتوفير الكتب في أغلب المجالات المعرفية والنادرة منها للقراء بثمن زهيد لايتجاوز ربع دولار أمريكي.
وفي هذا العام انطلق المعرض بدورته الثامنة في العاشر من نيسان/ إبريل الجاري تحت شعار “الكتاب مرآة الإنسان والمجتمع”، ليعرض أكثر من 600 ألف عنوان في مختلف مجالات المعرفة، كما ويتضمن المعرض خلال أيام انعقاده التي تستمر حتى الـ 30 من نيسان/ إبريل عدة لقاءات وندوات فكرية وحفلات توقيع كتب بالإضافة إلى تكريم شخصيات أدبية كالقاص المغربي محمد القطيب التناني، وغير ذلك من الفعاليات الثقافية التي يشرف على تنظيم برنامجها كل من نادي القلم المغربي بالتعاون مع مختبر السرديات وشبكة القراءة بالمغرب ورابطة قدماء تلاميذ الدار البيضاء وجمعيات معنية أخرى.
